2025-07-30 10:32:40
أثار اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لمبنى الكونغرس في واشنطن يوم الأربعاء الماضي ردود فعل صادمة وغاضبة من قبل الرياضيين والمدربين في الولايات المتحدة، حيث عبر الكثيرون عن استيائهم من التفاوت الصارخ في تعامل السلطات مع هذه الأحداث مقارنةً بالاحتجاجات السابقة التي قادتها حركة "حياة السود مهمة".

انتقاد لعدم المساواة في التعامل الأمني
أعرب دوك ريفرز، مدرب فريق فيلادلفيا سيفنتي سيكسرز في الدوري الأمريكي لكرة السلة (NBA)، عن غضبه من الطريقة التي تعاملت بها السلطات مع المتظاهرين الذين اقتحموا الكونغرس، مقارنةً بالعنف الذي واجهه المحتجون المناهضون للعنصرية خلال الصيف الماضي. وقال ريفرز: "هل يمكنك تخيل ما كان سيحدث لو كان المحتجون من السود؟ لم نرى كلاب الشرطة أو الهراوات تُستخدم ضد هؤلاء الأشخاص، بل خرجوا بسلام من المبنى". وأضاف أن هذا الموقف يظهر "الحياة المرفهة" التي يتمتع بها بعض الأفراد في البلاد، بينما يتعرض آخرون للقمع والعنف لمجرد المطالبة بالعدالة.

بيانات مشتركة من فرق NBA تعبر عن الحزن والغضب
أصدر فريقا ميامي هيت وبوسطن سيلتكس بيانًا مشتركًا أعربا فيه عن حزنهما العميق إزاء الأحداث، مشيرين إلى أنهما خاضا مباراتهما "بقلوب مثقلة". كما انحنى اللاعبون والمدربون على ركبة واحدة أثناء عزف النشيد الوطني، في إشارة إلى دعمهم للعدالة الاجتماعية. وجاء في البيان: "الفرق الشاسع بين تعامل السلطات مع المحتجين في الربيع والصيف الماضيين، وبين التشجيع الضمني للمتظاهرين اليوم الذين انتهكوا القانون، يثبت أن أمامنا طريقًا طويلًا لتحقيق المساواة".

لاعبون ومدربون: "أصبحنا أضحوكة للعالم"
لم يتردد ستيف كليفورد، مدرب أورلاندو ماجيك، في التعبير عن خيبة أمله، قائلًا: "لقد أصبحت بلادنا أضحوكة أمام العالم، من إدارتنا الكارثية للجائحة إلى هذه الأحداث. إنه يوم حزين للجميع". كما عبر لاعبون آخرون عن مشاعرهم من خلال أفعال رمزية خلال المباريات، حيث أمسك نجم ميلواكي باكس، جيانيس أنتيتوكونمبو، بالكرة بدلًا من تمريرها في لحظة صمت احتجاجية، بينما انحنى زملاؤه على ركبة واحدة.
رياضيات ينتقدن تقاعس الأمن
انضمت لاعبة كرة القدم الأمريكية الشهيرة ميغان رابينو إلى سيل الانتقادات، حيث غردت بعدة منشورات على تويتر تساءلت فيها عن سبب تقاعس قوات الأمن أمام المتظاهرين، بينما واجهت احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" بقوة مفرطة. كما علقت لاعبة الجمباز الأولمبية سيمون بايلز قائلة: "أشعر بالارتباك لكنني لست مندهشة. عاجزة عن الكلام، لكنني لست متفاجئة"، في إشارة إلى استشراء العنصرية والتمييز في النظام الأمريكي.
خاتمة: الرياضة كمرآة للمجتمع
تُظهر ردود فعل الرياضيين والمدربين أن الأحداث الأخيرة لم تكن مجرد أزمة سياسية عابرة، بل كشفت عن عمق الانقسامات الاجتماعية في الولايات المتحدة. لقد تحولت الملاعب والمنصات الرياضية إلى منابر للتعبير عن الغضب والمطالبة بالتغيير، مما يؤكد أن الرياضة ليست منفصلة عن الواقع، بل هي انعكاس له. والسؤال الآن: هل ستكون هذه الصرخة كافية لدفع التغيير الحقيقي؟