2025-08-04 09:14:54
يُمثل التنافس بين النادي الأهلي ونادي الزمالك أحد أبرز الظواهر الاجتماعية والرياضية في مصر، حيث تجاوز حدود الملعب ليصبح جزءاً أساسياً من الثقافة الشعبية المصرية منذ أكثر من قرن.

الجذور التاريخية للتنافس
يعود تأسيس النادي الأهلي عام 1907 على يد مجموعة من الطلاب المصريين الذين كانوا يناضلون ضد الاحتلال البريطاني، مما جعله رمزاً للهوية الوطنية المصرية. بينما تأسس الزمالك عام 1911 على يد المحامي البلجيكي جورج مرزباخ، ليكون نادي الطبقة المتوسطة والملك فاروق الأول.

من الاستعمار إلى الاستقلال
لعبت أندية كرة القدم دوراً سياسياً مهماً في مصر:- تحول الأهلي إلى منصة للمقاومة ضد الاستعمار- رفع لاعبو الأهلي علم مصر قبل الاستعمار (الأحمر والأبيض)- قاطع الفريق المباريات مع الفرق العسكرية البريطانية- أصبح الزمالك النادي المفضل للملك فاروق

الأدوار السياسية عبر العصور
اتخذت الأنظمة الحاكمة في مصر من الأهلي أداة سياسية:- جمال عبد الناصر (الرئيس الفخري للنادي)- أنور السادات (ضم لاعبين فلسطينيين لتحسين صورته)- حسني مبارك (استخدام النادي كأداة دعائية)
ثورة الألتراس والربيع العربي
شكلت مجموعات المشجعين (الألتراس) ظاهرة فريدة:- ألتراس أهلاوي (2007) وألتراس وايت نايتس- تحولت إلى قوة احتجاجية ضد النظام- لعبوا دوراً محورياً في ثورة 25 يناير- وحدوا صفوفهم ضد "موقعة الجمل"
القمع والحظر
منذ 2013 شهدت مجموعات الألتراس:- حظراً للتجمعات والمباريات الجماهيرية- اعتقالات وتعذيب للمشجعين- اتهامات بالإرهاب عام 2015- الحل الذاتي للمجموعات عام 2018
التأثير الإقليمي
امتد تأثير ثقافة الألتراس المصرية إلى:- الجزائر (دور الألتراس في الاحتجاجات 2019)- المغرب (الرجاء البيضاوي وحراك الاحتجاج)
يظل التنافس بين الأهلي والزمالك أكثر من مجرد منافسة رياضية، فهو يعكس التحولات السياسية والاجتماعية في مصر، ويشكل مرآة عاكسة لتاريخ البلاد الحديث.