انتقادات لاذعة لوزير الشباب العراقي بعد اختيار يوم ميلاده عيداً وطنياً للشباب
2025-10-21 04:59:27
واجه وزير الشباب والرياضة العراقي عدنان درجال موجة انتقادات حادة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان وزارته عن اختيار يوم ميلاده عيداً وطنياً للشباب في العراق. وقد وصف العديد من العراقيين هذا القرار بأنه “غريب” و”غير مسبوق في التاريخ”، مما أثار عاصفة من السخرية والاستنكار عبر المنصات الرقمية.
جاءت هذه الانتقادات على الرغم من محاولات الوزارة تقديم توضيحات عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، حيث أكدت أن المعلومات المتداولة حول أسباب اختيار هذا اليوم تحديداً “غير صحيحة”. وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن اختيار يوم 26 كانون الثاني/يناير جاء “مكملاً لفعاليات عديدة” تبدأ من 22 كانون الثاني/يناير وتشمل معرضاً علمياً للابتكارات يستمر ثلاثة أيام، تليه فعالية ثقافية فنية في 25 من الشهر نفسه.
غير أن هذه التفسيرات الرسمية لم تقنع العراقيين، الذين لاحظوا أن التاريخ المختار يصادف يوم عيد ميلاد الوزير درجال بالضبط. وقد عبّر العديد من الناشطين والإعلاميين عن استيائهم من هذا القرار، معتبرين أنه يمثل استغلالاً للسلطة وتهميشاً للقيم الوطنية الحقيقية.
الإعلامي عامر إبراهيم كتب عبر تويتر: “إذا اكو يوم يليق بالشباب ويستحق أن يكون اليوم الوطني للشباب العراقي فهي أيام تشرين العظيمة”، في إشارة إلى احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019 التي شهدت سقوط شهداء وجرحى. بينما علق الصحفي منتظر الزيدي بسخرية قائلاً: “هي واحدة من الاثنين، إما الصدفة متملقة، أو اللجنة متملقة جداً”.
كما انضم نواب برلمانيون إلى موجة الانتقادات، حيث كتب النائب مشعان الجبوري على تويتر عن لقاء سابق مع الوزير درجال، قائلاً: “قال لي صديق التقى عدنان درجال بعد توزيره إنه يعتقد أن الله اختاره لمهمة إنقاذ العراق”. وأضاف الجبوري: “تذكرت ما قاله لي الصديق حين اطلعت على اختيار وزير الشباب عدنان درجال عيد ميلاده يومًا وطنياً للشباب العراقي”.
أما الإعلامي علي فرحان فقد كتب بتساؤل ساخر: “أريد العراق كله يحتفل بيوم عيد ميلادي من حيث لا يدري”، معبراً عن استغراب الكثيرين من هذا القرار غير المألوف.
هذه الحادثة تثير تساؤلات حول آليات اتخاذ القرار في المؤسسات الحكومية العراقية، وتُظهر حساسية الرأي العام العراقي تجاه أي إجراء قد يبدو وكأنه يخلط بين المصالح الشخصية والمناسبات الوطنية. كما تبرز أهمية الشفافية في القرارات الحكومية، خاصة تلك المتعلقة بالرموز والمناسبات الوطنية التي من المفترض أن تمثل جميع أبناء الشعب العراقي دون استثناء.
