النيابة الفرنسية تداهم مقر الدوري الفرنسي وشركة استثمارية في قضية اختلاس أموال عامة
2025-09-04 23:25:21
في تطور جديد يهز عالم كرة القدم الفرنسية، داهمت النيابة العامة المالية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، مقر رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم وشركة “سي في سي كابيتال بارتنرز” الاستثمارية، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية اختلاس أموال عامة. وجاءت هذه الخطوة بناءً على تحقيق مكثف أعقب شكوى قدمتها هيئة مكافحة الفساد، مما أثار موجة من الجدل حول نزاهة الإدارة المالية في الدوري الفرنسي.
تفاصيل المداهمة والتحقيقات
وفقًا لما أعلنته مصادر قضائية، شملت المداهمة أيضًا منزل فينسنت لابرون، رئيس رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم، حيث تم تفتيشه بشكل مفاجئ. وأشارت تقارير إعلامية، بما في ذلك محطة “فرانس إنفو”، إلى أن التحقيقات تركز على عدة تهم خطيرة، منها اختلاس أموال عامة، والفساد النشط والسلبي لموظفين عموميين، بالإضافة إلى الكسب غير المشروع للمصالح. هذه التهم قد تعيد تشكيل المشهد الإداري للدوري الفرنسي إذا تم إثباتها.
خلفية الصفقة المشبوهة
تعود جذور القضية إلى عام 2022، عندما استحوذت شركة “سي في سي” على 13% من رأس مال شركة “إل بي ميديا” التابعة للدوري الفرنسي، مع وعد بحصولها على 13% من دخل حقوق الوسائط. ومع ذلك، أثارت الصفقة استياءً كبيرًا بعد بيع الحقوق مقابل 500 مليون يورو فقط (حوالي 545 مليون دولار) لشبكة “دي إيه زد إن” التلفزيونية ومجموعة قنوات “بي إن سبورتس”، وهو مبلغ أقل بكثير من التوقعات السابقة.
تقارير تكشف عن مكافآت مالية ضخمة
وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي، فقد تمت الإشارة إلى أن مسؤولي الدوري الفرنسي كانوا مهتمين بشكل مبالغ فيه بإبرام الصفقة مع “سي في سي”، مما أثار شكوكًا حول تلقي بعضهم لمكافآت مالية ضخمة. وتشير تقارير أخرى إلى أن فينسنت لابرون نفسه حصل على مكافأة قدرها 3 ملايين يورو، كما تم مضاعفة راتبه ثلاث مرات ليصل إلى 1.2 مليون يورو.
لكن في تطور مفاجئ، كشفت صحيفة “ليكيب” الرياضية الفرنسية أن راتب لابرون خُفض بنسبة 30% الشهر الماضي، كما تنازل عن مكافأة نهاية الخدمة، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة محاولة لاحتواء الأزمة أو نتيجة للضغوط القانونية المتزايدة.
تداعيات القضية على مستقبل الدوري الفرنسي
تأتي هذه المداهمات في وقت حساس للدوري الفرنسي، الذي يسعى لتعزيز مكانته بين الدوريات الأوروبية الكبرى. وقد تؤدي هذه الفضيحة إلى إلحاق ضرر كبير بسمعة الدوري، خاصة مع تزايد التدقيق الإعلامي والقانوني حول شفافية الصفقات المالية.
في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستكون هذه القضية مجرد فصل عابر في تاريخ الدوري الفرنسي، أم أنها ستؤدي إلى إصلاحات جذرية في نظامه المالي والإداري؟ الإجابة ستكشف عنها التحقيقات القادمة، التي يترقبها الجميع بقلق.
